كلمة النقيب أنطوان قليموس، المرشح لرئاسة الرابطة المارونية،
أمام صاحب النيافة والغبطة مار بشارة بطرس الراعي،
صاحب النيافة البطريرك صفير،
أصحاب السيادة المطارنة،
والرؤساء العامون الأفاضل.
إنه لشرف كبير أن نُدعى إلى هذا المجلس الأسمى للتداول بما يهم الموارنة والوطن في هذا الإستحقاق الدوري الذي تشهده الرابطة المارونية.
فعليه، ومن منطلق إلتزامي بالوقت المحدد لعرض ما أنا بصدده في هذا الإستحقاق، فإنني أعرض لكم بإيجاز ما يلي:
لقد شرّفني رفاق لي في الرابطة ودعوني سنة 2010 إلى الإنخراط معهم للبدء بإنجاز مشروع نهضوي متكامل لمواجهة المشاكل والهواجس التي تعترض المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً.
ومن هذا المنطلق إنخرطت مع عدد من هذا الفريق في المجلس التنفيذي في الرابطة برئاسة الدكتور جوزف طربيه الذي حرص منذ ولايته الأولى على تحويل الرابطة إلى مؤسسة فاعلة وحاضرة وحاضنة لهموم الموارنة ومشاكلهم.
أما اليوم وبتشجيع من هذا الفريق ومن زملاء لي كرام معروفون في هذا المقام بحضورهم وإندفاعهم في خدمة الطائفة والوطن، تقدّمت بترشيحي لرئاسة هذه المؤسسة العريقة عنيت بها الرابطة المارونية .
إن هذا الإستحقاق يقع في مرحلة قد تكون من أصعب الحقبات التاريخية من حياة وطننا عموماً والمسيحيين فيه خصوصاً نظراً للتحولات المتسارعة والخطرة في المنطقة التي تهدد حضارتنا ووجودنا الراسخ والمتجذّر في هذه الأرض.
لذلك فإنني سأعمل مع زملائي في اللائحة الذين سيخوضون الإنتخابات المقبلة، وبدعم غير محدود من رفاقنا من خارج المجلس التنفيذي على تنفيذ ما يلي:
1 - إننا رفاقي في اللائحة وأنا سنسعى لمنع إيصال السياسة والإنقسام السياسي الحاصل إلى الرابطة التي عليها أن تبقى مساحة حرّة حاضنة لهموم الموارنة بكافة آرائهم وتطلعاتهم مبتعدة عن المصالح ومتشبثة بالثوابت التي حملتها بكركي عبر التاريخ والتي يقتضي التمسك بها بمعزل عن أي ترهيب أو ترغيب. وإننا سنكون جاهزين لتأدية الحساب في كل وقت.
2 – إكمال ورشة مأسسة الرابطة من خلال جعلها إدارة قوية فاعلة وقادرة لأن تكون مرصداً لإعطاء الإنذار عند الضرورة في كافة المجالات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية، وبالتالي التصدي لكل تطاول على حقوق المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً لأن الرابطة بكيانها إلى جانب بكركي تشكل خط الدفاع الأول عن هذه الحقوق.
3 – العمل على نزع روح الإحباط والإنهزامية والشرذمة التي يعيشها المسيحيون عموماً والموارنة خصوصاً، عن طريق تشجيع شبابنا وشاباتنا للعودة الى الدولة والإنخراط في كافة قطاعاتها الإدارية والأمنية والقضائية والسعي لأن تكون المناصفة في وظائف الفئة الأولى التي أرساها دستور الطائف فعليةً بالعدد والنوعية.
كما سنعمل على دعم العناصر المسيحية الفاعلة والمتميزة في إدارات الدولة للحؤول دون إلحاق الغبن بهم أو إستضعافهم.
تجدر الإشارة إلى أنه في السنوات الأربع القادمة ستشغر إثنتا عشر ألف وظيفة في مختلف إدارات الدولة وفقاً لإحصاء جدّي جرى بهذا الخصوص ممّا يوجب على الرابطة السعي لتحضير وتأهيل العناصر البشرية المارونية للحلول في هذه الشواغر.
4 – تكثيف عمل اللجان التي تُعنى بتنمية المناطق المسيحية والحفاظ على الأرض والتجذر فيها وقد بدأ هذا العمل بإعطاء نتائج ملموسة سنعمل على تطويره وتفعيله عن طريق تفعيل التوأمة بين البلديات المسيحية التي ستكون أفضل السبل لتنمية المناطق المسيحية وإنمائها.
إضافة لما هو أعلاه سنعمل على تنفيذ مشروع توأمة عائلات مسيحية ميسورة مع عائلات مسيحية معوزة في الريف ومشروع الولد الثالث الآيل لتشجيع الولادات في الريف ومساعدة الشباب المسيحي على تأمين فرص العمل والمسكن.
إن هذه المشاريع من شأنها وقف الهجرة من الريف إلى المدينة أو إلى الخارج وحفظ الأرض بمن عليها.
5 – متابعة ملفات حساسة كالوجود الفلسطيني في لبنان ومشاريع التملك المشبوهة وتملك الأجانب بصورة عامة وفقاً لتوجهّات بكركي وسيّدها.
6 – التواصل مع النواب والوزراء المسيحيين لمعالجة كل المشاكل التي تعترض حقوق المسيحيين في الدولة وعليها عن طريق إجراء لقاآت دورية معهم.
7 – التواصل مع السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي لنقل تصور الرابطة في ما يعود لقضايا أساسية ملحة وداهمة كالوجود الفلسطيني والنازحين السوريين.
تجدر الإشارة إلى أنه في حال أُعطيت للنازحين السوريين صفة اللاجئين فإنّهم سيصبحوا بعهدة الهيئة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة U.N.H.C.R وبالتالي يصبحون خارج قرار الدولة خصوصاً بالنسبة لقرار ترحيلهم عند الضرورة بحيث يكتسبون وضعية خاصة في هذا المجال مع ما يستتبع هذا الأمر من مخاطر على المستويين الأمني والديموغرافي.
8 – التعاون الوثيق مع المؤسسة المارونية للإنتشار في كل الملفات المشتركة كالتجنيس وبنك المعلومات العائد للإنتشار المسيحي في العالم والمؤتمر العام للطاقات الإغترابية المارونية برعاية سيد بكركي والذي بدأنا بالإعداد له ووضع خطوطه العريضة.
9 – العمل على إستعادة الدور المسيحي الطليعي في وزارة التربية والجامعة اللبنانية وكافة القطاعات الثقافية التي طبعت وجه لبنان، بالإضافة لتشجيع الجامعات المسيحية على التكامل والتنسيق فيما بينها على كل الأصعدة.
10 – العمل على معالجة الصعوبات التي تعانيها المستشفيات المسيحية والمدراس شبه المجانية الممولة من وزارة الشؤون الإجتماعية عن طريق الضغط حيث يجب لتسديد المستحقات المالية لهذه المؤسسات التي باتت تعاني صعوبة في إكمال رسالتها وتطوير أدائها.
11 - العمل على تنفيس الإحتقان الحاصل بين الشباب المسيحي في الجامعات وتحضير حملة لتوعيتهم على الثوابت وبث روح التعاضد والمحبّة بينهم التي يجب أن تحلّ محل روح الحقد والبغضاء السائدة في هذه الظروف.
12 – التواصل الدائم مع الصرح البطريركي والمؤسسات الكنسية والرهبانية وتفعيل العمل معها لوضع خطة تنفيذية لكافة مقترحات المجمع البطريركي.
هذا غيض من فيض سألتزم تنفيذه مع رفاقي في المجلس التنفيذي في حال قدّر لي حمل عبء المسؤولية والأمانة بالتنسيق التام مع أي من منافسي على هذا الموقع، كما إنني أتعهد بالبقاء بتصرف من تحمله إرادة الجمعية العمومية الى هذا الموقع لأن ما نحن بصدده مصلحة عامة لا موقع ولا ألقاب.
وفقنا الله إلى ما نحن اليه ساعون بمباركة هذا المقام وسيدّه الذي يبقى العباءة التي تعطي الدفء لجميع أبنائه.